يتميز فريق مريتوس مهارة المشارك في سلسلسلة سباقات الـ جي بي 2 آسيا بكونه الفريق الوحيد من بين الفرق الثلاثة عشرة المشاركة في البطولة الإقليمية، والذي يتخذ من القارة الصفراء مقراً له، على العكس من باقي الفرق الأخرى والتي تتخذ من القارة العجوز (أوروبا) مراكز لها. ويعتبر مريتوس الفريق الأكثر نجاحاً في بطولات آسيا المخصصة لسباقات المقعد الأحادي مع 25 بطولة في جعبته، منذ انطلاقة البطولات بشكل رسمي في قارة آسيا، كما أن هذا الفريق يمثل الشجاعة والمغامرة التي تعمل سلسلسلة سباقات جي بي 2 آسيا على نشر قيمها، كما أنه أول فريق يطرق باب هذه البطولة التي تعتبر البطولة الأولى التي تعمل على تغذية الفورمولا واحد بالسائقين والفنيين الموهوبين منذ قدوم فريق تريدنت إلى البطولة العالمية في العام .2006 ويتخذ مريتوس والتي إذا ما ترجمت فانها تعني كلمة مهارة بالعربية من العاصمة الماليزية كوالالمبور مقراً له، ويقود الدفة الأيرلندي بيتر ثومسون إلى جانب شريكه الماليزي فرحات موكهزاني، في وقت الذي يشغل فيه السعودي رعد عبدالجواد منصب المدير التنفيدي للفريق. وبالطبع مهمة ثومسون ورفاقه ليست بالأمر السهل خصوصاً وأن السلسلة جديدة بالكامل عليهم كما أن غالبية منافسيهم يمتلكون خبرة في مثل هذا النوع من السيارات تزيد عن الثلاثة سنوات. وحتى يتغلب الفريق على هذه العقبة الكبيرة ويمضي بعض الوقت من أجل اكتساب خبرة من منافسيه، قام ''الثعلب'' الايرلندي بالتوجه ناحية الايطالي جيان فرانكو بيللي، وقام بتعينه كمدير للفريق ورئيساً للقسم التقني، وقام بيللي خلال العام 2007 بإطلاق فريق مريتوس المشارك في بطولة فورمولا رينو في 6 والذي جمع في صفوفه العديد من الفنيين الذين سبق لهم العمل مع فرق سابقة للفورمولا واحد، كما أنه قام في الوقت عينه بالإشراف على فريقه الخاص (اوتو سبورت رايسينغ) المشارك في بطولة الفورمولا 3000 الأوروبية. وبالرغم من أن المناصب التقنية الحساسة في الفريق تعود لاوروبين اللا أن ثومسون الذي أطفأ هذا العام شمعته الثالثة عشرة على ساحة البطولات الآسيوية الخاصة بسباقات المقعد الأحادي أصر على أن يشغل الآسيويون بقية المناصب في الفريق. وقال في هذا الصدد ''لقد قمنا بتأمين جميع الفنيين والميكانيكيين من فريقنا الأصلي لأنني أريد فريقاً آسيوياً حقيقياً يكون هدفنا الرئيسي بحصر كادر التدريب الفني الآسيوي الموجود لدينا والارتقاء يمستواه وهذه السلسلة هي المكان الأنسب لفعل ذلك''. وتعود هياكل السيارات التي استعملها الفريق خلال البطولة المنصرمة وبطولة هذا العام لفريق ''رايسينغ انجينيرينغ''، وقد تم إعادة تاهيلها بالكامل لدى مراب بيللي في مدينة مونزا الإيطالية التي كما هو معلوم تستضيف حلبتها العريقة جائزة إيطاليا الكبرى، وتعتبر من معاقل سباقات السيارات أحادية المقعد. والواقع أن موسم مريتوس الأول على الساحة الآسيوية كان صعباً ومن دون خبرة تذكر في بطولة سباقات الـ جي بي 2 كان من الواضح أن هذا الفريق يريد التعلم واكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرة، بالرغم من أن التوقعات التي سبقت إنطلاقة الموسم الافتتاحي كانت تشير الى احتمالية تذيله للترتيب. وبدا سائقي الفريق للموسم السابق الإيطالي لوكا فيليبي والياباني هيروكي يوشوميتو وكأنهما يقارعان الجبال لاحتلال مكانة في المقدمة. فالسائق فيليبي كان من المفترض أن يفوز في دبي لكن تعطل علبة التروس دفعه للانسحاب. ثم عاد وفاز في إندونيسيا لكن تم شطب نتيجته بسبب خطأ ارتكبه فريقه أثناء عملية تبديل الإطارات، ولو لم يواجه الفريق الحظ السيىء لكان أنهى البطولة في المركز الثالث. الجميع يتوقع من فريق مريتوس الكثير في بطولة سباقات الـ جي بي 2 الآسيوية لهذا الموسم مع سائقين جديدين هما أليكس يونغ، وهو أول سائق ماليزي يخوض غمار الفورمولا واحد، والنيوزيلندي الموهوب إيرل بامبر، واللذين سيحاولان رفع النتائج على قدر الآمال وتناسي الحظ السيىء الذي ضرب الفريق في السلسلة الاسيوية الموسم المنصرم. ولو أمعنا النظر في سجلات الفريق الذهبية لوجدنا أن نخبة من أبرز السائقين الآسيوين والأوروبيين قد قادوا لحساب الفريق، ونذكر منهم السائق البحريني المتالق حمد الفردان الذي دافع عن الوان الفريق في العديد من البطولات على غرار بطولة فورمولا بي إم دبليو الآسيوية، وفورمولا رينو في 6 الآسيوية إضافة لبطولة فورمولا تويوتا في نيوزيلندا. السائق ناريان كارثيكيان الذي بات فيما بعد أول سائق هندي يشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، والياباني تاكوما ساتو الذي وصل أيضاً لساحات الجوائز الكبرى وقاد لحساب فرق مثل جوردان، هوندا، وسوبر اغوري، وإذا ما عدنا إلى الفريق الذي كان يديره بيتر ثومسون خلال مشاركته في بطولة فورمولا أوبل لوتس لوجدنا أن فينشينزو سوسبيري (مدير اعمال فيليبي) ورعد عبد الجواد قادا لحساب الفريق الذي كان يعرف وقتها بـ (بيتر ثومسون موتور سبورت). السعودي رعد عبد الجواد المدير التنفيدي للفريق قال '' كان بيتر ثومسون يمتلك فريقاً في أوروبا، وسنحت لي الفرصة في العام 1991 أن أكون ضمن صفوف فريقه المشارك في البطولة التي حملت تسمية كأس جي إم لوتس للأمم''. وأضاف ''كنت أنا والأخ فيصل علي نمثل المملكة العربية السعودية في هذه البطولة، ومن هنا بدات علاقتي التاريخية بالأيرلندي بيتر ثومسون وعن كونه جزءً أساسياً من فريق مريتوس مهارة''. وأكد عبد الجواد ''أن الشراكة جاءت بفضل المنظمين الذين تركوا مكاناً، أو بالأحرى رخصة لفريق من القارة الآسيوية وذلك بالاستناد إلى الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها بيتر ثومسون وذلك من خلال الكم الكبير من البطولات التي شارك بها خلال السنوات الكثيرة الماضية وتمكن بسببها من إثراء سجله الزاخر بالإنجازات من الحصول على الرخصة، واتصل بي وسألني إذا ما كنت راغباً في الانضمام ومشاركته في الفريق، لأنه يريد في نفس الوقت إعطاء الفريق صبغة عربية، وافقت كون طموحي المستقبلي يكمن في أن تسنح الفرصة أمام الفنيين العرب لان يكونوا جزءاً من الفريق وإن شاء الله أن يضم الفريق في المستقبل سائقين عرب''. وقال ''أما السبب وراء خلو تشكيلة الفريق وللعام الثاني على التوالي من أي سائق عربي في الوقت الحاضر، وكما هو معلوم فإن رياضة السيارات درجات. المهم مشاركة السائقين الشباب في الدرجات الدنيا على غرار سباقات الكارتنغ، فورمولا بي إم دبليو، الرينو في 6 او حتى بعض بطولات الفورمولا المنتشرة في أوروبا. من هنا فإن بطولة الـ جي بي 2 تعتبر الخطوة ما قبل الاخيرة المؤدية الى الفورمولا واحد. وأمل أن يكون في عداد تشكيلة السائقين مستقبلاً سائق عربي، آخذين بعين الاعتبار انتشار الحلبات في منطقة الخليج العربي، والتي ستسهل كثيراً من مهمتنا في الحصول على السائقين، والحمد لله أن هناك فريقاً يمثل العرب وطموحاتهم في هذه البطولة''. وأضاف ''في فترة من الفترات كنت مهتما بتطوير مسيرة السائق البحريني حمد الفردان، وعملت على احتضانه والارتقاء بمسيرته، وبعدها وصل إلى مرحلة لم يعد خلالها يحتاج الى رعاية رعد عبدالجواد، او بيتر ثومسون، عندما حالفه التوفيق وبات بمثابة الرمز لسباقات السيارات لمملكة البحرين، حيث قامت العديد من الشركات بتوفير رعايتها له، وكما تابعتم ايضا نتائجه الطيبة للغاية في بطولات الفورمولا 3 التي شارك بها واتمنى ان يكون التوفيق حليفه خلال هذه البطولة، ونحن نطمح في المستقبل لأن يكون لدينا 4 أو 5 سائقين من عيار حمد الفردان''. وفي نهاية الحديث اكد بيتر ثومسون بأن هدفه الأساسي من وراء مشاركته في هذه السلسلة هو الفوز، وهو أكثر من غيره يعرف صعوبة تحقيق ذلك، ولكن خلال الموسم الماضي كان الفريق قريبا من تحقيق هذا الهدف وهو ما سيعملوا على إنجازه هذا العام، وربما على أرض حلبة البحرين الدولية في السباق الذي تحتضنة الحلبة في شهر أبريل القادم، فحلبة البحرين الدولية لطالما ابتسمت في وجه الأيرلندي بيتر ثومسون